Pages

samedi 23 février 2013

مكارم الأخلاق في الإسلام


الحمد لله الهادي لأحسن الأقوال والأعمال والأخلاق
 لا يهدي لأحسنها إلا هو 
ولا يصرف سيئها إلا هو أحمده تعالى وأشكره
 وأتوب إليه وأستغفره
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
 وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله
 المبعوث بالخلق القويم والداعي إلى الصراط المستقيم
اللهم صلِّ وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه
 الذين تخلقوا بأخلاق القرآن
 فأحلوا حلاله وحرموا حرامه
 ونفذوا أوامره واجتنبوا زواجره
 ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أيها المسلمون اتقوا الله تبارك وتعالى
 واشكروا نعمة الله عليكم بهذا الدين
عباد الله لقد جاء دين الإسلام منهج هداية للبشرية
 لتصحيح عقائدها
 وتهذيب نفوسها وتقويم أخلاقها 
وإصلاح مجتمعاتها وتنظيم علاقاتها
ونشر الخير والفضيلة بين أفرادها
 ومحاربة الشر والرذيلة
وإقصائها عن بيئاتها وسد منافذ الفساد
 أن يتسلل إلى صفوفها لذا فقد كانت مكارم الأخلاق
 ومحاسن الآداب، ومعالي القيم، وفضائل الشيم
 وكريم الصفات والسجايا
 من أسمى ما دعا إليه الإسلام وقد تميز بنظام أخلاقي فريد
 لم ولن يصل إليه نظام بشري أبداً
وقد سبق الإسلام بذلك نظم البشر كلها
 ذلك لأن الروح الأخلاقية في هذا الدين
 منبثقة من جوهر العقيدة الصافية
لرفع الإنسان الذي كرمه الله وكلفه بحمل الرسالة
 وتحقيق العبادة من درك الشر والانحراف
وبؤر الرذائل والفساد إلى قمم الخير والصلاح
 وأوج الاستقامة والفلاح ليسود المجتمعَ
 السلامُ والمحبةُ والوئام
 رائده نشر الخير والمعروف
 ودرء الشر والمنكر والفساد
أمة الإسلام
 الأخلاق في كل أمة عنوان مجدها
 ورمز سعادتها وتاج كرامتها
 وشعار عزها وسيادتها وسر نصرها وقوتها 
فصلاح الأفراد والأمم؛ مرده إلى الإيمان والأخلاق
 وضعف الخلق أمارةٌ على ضعف الإيمان
وإذا أصيبت الأمة في أخلاقها فقل
 عليها السلام فقد آذنت بتصدع أركانها
 وزعزعة أمورها وخراب شئونها، وفساد أبنائها
 وإذا حصل ذلك فبطن الأرض خير من ظهرها
أمة الإيمان والأخلاق
 لقد بلغ من عِظَم مكانة الأخلاق في الإسلام
 أن حصر رسول الإسلام صل الله عليه وسلم
 مهمة بعثته وغاية دعوته
 بكلمة عظيمة جامعة فقال فيما رواه البخاري
 في التاريخ وغيره
{إنما بُعثتُ لأتمم مكارم الأخلاق }
وفي هذا أكبر دليل وأنصع حُجة على 
أن رسالة الإسلام حققت ذروة الكمال
وقمة الخير والفضيلة والأخلاق
 كما أن قدوة هذه الأمة
عليه الصلاة والسلام كان المثل الأعلى 
والنموذج الأسمى للخلق الكريم
وحسبنا في ذلك ثناء ربه عليه في قوله سبحانه
وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ
 القلم:4
 فكان عليه الصلاة والسلام أحسن الناس خلقاً
 وقد وصفت أمُّ المؤمنين 
عائشة رضي الله عنها خُلُقَه بوصف جامع
 فقالت فيما رواه مسلم وغيره
 كان خُلُقه القرآن 
أفلا يجدر بأمته وقد عصفت بها موجات الفساد من كل جانب
وأعاصير الشر والإلحاد من كل وسيلة وطريق أن تسلك سبيله
 وتترسم خطاه وتتمسك بسنته إن أرادت الخير والأمن والنصر والسلام؟ 
وكما كانت سيرته العملية وسنته الفعلية نبراساً في الأخلاق
فقد زخرت سنته القولية بالإشادة بمكارم الأخلاق
 ومكانة أهلها
وعظيم ثوابها وهي مبثوثة في الصحاح
 و السنن وغيرها منها
قولـه صل الله عليه وسلم
{البر حُسن الخلق }
{إن من خياركم أحسنكم أخلاقاً }
 ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن 
يوم القيامة من حسن الخلق 
 إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم 
 أنا زعيم ببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه 
 إن من أحبكم إلي وأقربكم مني
مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً 
 وخالق الناس بخلق حسن 
ولما سئل صل الله عليه وسلم 
عن أكثر ما يُدخل الناس الجنة قال
 {تقوى الله وحسن الخلق }
وقد كانت الأخلاق السمة البارزة 
في سيرة الرعيل الأول من سلف هذه الأمة
 فأولوها اهتمامهم قولاً وعملاً وسلوكاً
يقول الحسن رحمه الله
 حسن الخلق بش الوجه وبذل الندى وكف الأذى 
ويقول عبد الله بن المبارك رحمه الله
 حسن الخلق في ثلاث خصال
 اجتناب المحارم وطلب الحلال
 والتوسعة على العيال 
حتى قال بعضهم لأن يصحبني عاصٍِ حسن الخلق
 أحب إلي من عابد سيء الخلق
وقالوا في علامة ذي الخلق الحسن
 أن يكون كثير الحياء قليل الأذى
 كثير الصلاح صدوق اللسان قليل الكلام
 كثير العمل قليل الزلل
 قليل الفضول برا
 وَصولاً، وقوراً، صبوراً
شكوراً، رضياً، حليماً، وفياً
 عفيفاً مؤْثِراً لا لعاناً ولا طعاناً لا مناناً
ولا مغتاباً لا كذاباً ولا غاشاً
 ولا خائناً ولا عجولاً ولا حقوداً ولا حسوداً ولا بخيلاًً
 ولا متكبراً هاشاً باشاً
 يحب في الله ويبغض في الله
 حكيماً في الأمور قوياً في الحق
وهذا غيظ من فيض ما زخر به كتاب
 الله وسنة رسوله صل الله عليه وسلم 
من ذكر صفات وأخلاق أهل الإيمان
أيها الإخوة في الله
 بعد هذا كله
 لنتأمل في واقع أخلاقنا
 وسلوكنا مع أنفسنا وأهلينا 
وإخواننا المسلمين
إن الواقع في هذا الشأن مرير
 يبعث على الأسى فقد زهد كثير من الناس رجالاً ونساء
 شباباً وشيباً بأخلاق القرآن في الوقت 
الذي نشط فيه أعداء الإسلام بنشر
 الغزو الأخلاقي المركز والمختلف الوسائل
 والمتعدد القوالب
 في مجتمعات المسلمين وأسرهم فعمَّ الفساد والفِسق
 وانتشرت المخالفات والمنكرات وساد سوء الأخلاق
وقلة الحياء في سلوك كثيرٍ من الناس ومعاملاتهم 
فهل من عودة يا أمة الأخلاق لأخلاق القرآن والسنة؟ 
هل من يقظة يا شباب الإسلام! ترشد إلى المثُل العليا
 وتُبعد عن سفاسف الأخلاق ومساوئ الأعمال؟ 
هل من رجعة يا أخوات الإسلام
 إلى التزام أخلاق الدين القويم
 بالمحافظة على الحجاب والعفاف والستر والحِشمة
والبُعد عن الاختلاط والتبرج والسفور وقلة الحياء؟ 
هل من عودة صادقة يا أمة الإسلام
 إلى خلق الإسلام في حياتنا بكل جوانبها؟ 
هذا الرجاء والأمل وعلينا الصدق والعمل والله المستعان
اللهم اهدنا لأحسن الأعمال والأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت
 واصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها إلا أنت
اللهم أعذنا من منكرات الأخلاق
 والأقوال والأعمال والأهواء
 إنك سميع عليم مجيب الدعاء
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
ولجميع المسلمين من كل ذنب
 فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
حمداً لله على نعمائه والشكر له على فضله وآلائه
وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله
 الذي عبد ربه في سرائه وضرائه 
صل الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه
فاتقوا الله عباد الله وتخلقوا بأخلاق الإسلام الفاضلة
واحذروا التأثر بأخلاق غير المسلمين
 وروِّضوا أنفسكم على الأخذ بمكارم الأخلاق
فالنفس مصدرها، فعنها تصدر الفضائل بتوفيق الله
 ومنها تقع الرذائل
وبالتزامها نهج العقيدة والإيمان
 واتباعها سبيل التقوى والرشاد
 تتحلى بالأخلاق المثلى
 والصفات العليا، وبانحرافها عن طريق
 الحق ونأيها عن سبيله تتردى في المهالك
 وتغرق في المفاسد والآثام ومن هنا يأتي
 دور الآباء والمدرسين والموجهين في تربية 
أجيال المسلمين على الأخلاق الفاضلة
 وإبعادهم عن الأخلاق السافلة لينفعوا
 أنفسهم وبلادهم وأمتهم
هذا وصلوا وسلموا رحمكم الله على الرحمة المهداة
 والنعمة المسداة
 نبينا وإمامنا وقدوتنا محمد بن عبد الله
 فقد أمركم الله بالصلاة والسلام عليه بقوله
 إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا
 أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً
 [الأحزاب:56]
اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا محمد
 وارضَ اللهم عن خلفائه الراشدين
 وعن الصحابة أجمعين، وعن التابعين
 ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
 وعنا معهم بمنك ورحمتك يا أرحم الراحمين
اللهم أعز الإسلام والمسلمين 
وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين
 واحمِ حوزة الدين واجعل هذا البلد 
آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين
اللهم آمِنَّا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا
 اللهم وفقهم لهداك
 واجعل عملهم في رضاك وهيئ لهم البطانة الصالحة
اللهم وفقهم  إلى ما تحب وترضى اللهم وفقهم لهداك 
واجعل عملهم في رضاك يا رب العالمين
اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد
 يعَز فيه أهل طاعتك ويذَل فيه أهل معصيتك 
ويُؤمر فيه بالمعروف ويُنهى فيه عن المنكر
اللهم انصر إخواننا المجاهدين في سبيلك
 اللهم وفقهم في كل مكان
 وانصرهم يا أرحم الراحمين
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ 
حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ
عباد الله
 إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى
عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُون
فاذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم
 وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعـُونَ 
م/ن

mardi 19 février 2013

العبودية الخالصة لله هي عين الحرية

العبودية الخالصة لله هي في واقع الأمر
 عين الحرية وسبيل السيادة الحقيقية
 فهي وحدها التي تُعتِق القلب من رِقِّ المخلوقين
 وتُحرره من الذُّل والخضوع لكل ما سِوى الله 
من أنواع الآلهة والطَّوَاغيتِ
 التي تَستعبِدُ الناس وتَسترِقُّهم أشدَّ
 ما يكون الاسترقاق والاستعباد
وإنْ ظهروا صورةً وشكلاً- بمظهر السادة الأحرار
ذلك أن في قلب الإنسان حاجة ذاتية إلى رب،
 إلى إلهٍ، إلى معبود، يَتعلَّق به، ويَسعى إليه
 ويَعمل على رضاه فإذا لم يَكن هذا المعبود
 هو الله الواحد الأحد
تَخَبَّط في عبادة آلِهةٍ شتى وأربابٍ أُخَرَ
مما يرى وما لا يرى وممن يَعقِل وما لا يَعقل 
ومما هو موجود وما ليس بموجودإلا في الوَهْمِ والخيال
وليس أشرف للإنسان العاقل من أن يَعبد مَن خَلقه فسَوَّاه فعَدَّلَه
 ويَطرَح عبادة كل ما سواه ومن سِواه.
وليس أجلب لسعادته وسلام ضميره من تَوجيه هَمِّه إلى إلهٍ واحدٍ يَخُصُّه بالخضوع والحب
فلا تَتَوَزَّع قلبَه الآلهةُ والأرباب المُزيَّفون
ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَجُلاً فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ
وَرَجُلاً سَلَمًا لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً
 [الزمر: 29]
فالعبد السالم لسيد واحدٍ قد استَراح
 إذْ عَرف ما يُرضي سيِّدَه فأدَّاه بارتياح وانشِرَاح
 أما العبد الذي يَملِكُه شركاء متشاكسون يأمره أحدُهم بعكس ما يأمره غيره فما أتْعَسَه وما أشقاه
يقول ابن تيمية
 وكل مَن استَكبر عن عبادة
 إلهٍ لا بد أن يَعبد غيره
 فإنَّ الإنسان حَسَّاس يَتحرك بالإرادة
 وقد ثَبتَ في الصحيح عن النبيأنه قال
 (أصدق الأسماء حارثٌ وهَمَّامٌ)
فالحارث الكاسِب الفاعل والهمَّام
فعال من الهَمِّ والهَمُّ أول الإرادة
 فالإنسان له إرادة دائمًا وكل إرادة 
فلا بد لها من مُراد تَنتهي إليه
 فلا بد لكل عبد من مراد محبوب
هو مُنتهى حُبِّه وإرادته
 فمن لم يكن اللهُ معبودَه ومنتهى حبه وإرادته
 بل استَكْبر عن ذلك
 فلا بد أن يكون له مراد محبوب يَستعْبِدُه غير الله
 فيكون عبدًا لذلك المراد المحبوب
 إمَّا المال وإما الجاه وإما الصُّوَر
 وإما ما يَتَّخِذه إلهًا من دون الله كالشمس
 والقمر والكواكب والأوثان
 وقبور الأنبياء والصالحين
 أو مِن الملائكة والأنبياء الذين يتخذهم أربابًا
 أو غير ذلك مما عُبِدَ من دون الله
 وإذا كان عبدًا لغير الله يكون مشركًا، 
وكل مُستكبِرٍ فهو مُشرِكٌ
ولهذا كان فرعون من أعظم الخَلْق استكبارًا 
عن عبادة الله وكان مشركًا
 قال تعالى
{وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ 
مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لاَ يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ}
-يعني فرعون- إلى قوله
 {كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ}
 [غافر: 27- 35]
وقد وَصف فرعونَ بالشرك في قوله
وَقَالَ الْمَلأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى 
وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآَلِهَتَكَ
 [الأعراف: 127]
بل الاستقراء يدل على أنه كلما كان 
الرجل أعظم استكبارًا عن عبادة الله
كان أعظمَ إشراكًا بالله لأنه كلما استَكبر
 عن عبادة الله ازدادَ
 فقرًا وحاجة إلى المراد المحبوب الذي
 هو مقصود القلب بالقصد الأول فيقول
ولن يَستغني القلب عن جميع المخلوقات 
إلا بأن يكون الله هو مولاه الذي لا يَعبد إلا إياه
 ولا يَستعين إلا به ولا يَتوكل إلا عليه
 ولا يَفرح إلا بما يُحبه ويَرضاه
 ولا يَكرُه إلا ما يَبغضُه الرب ويَكرهُه
ولا يُوالي إلا مَن والاه اللهُ
ولا يُعادي إلا من عاداه الله ولا يحب إلا لله
 ولا يَبغض شيئًا إلا لله
ولا يُعطي إلا لله ولا يَمنع إلا لله
فكلما قَويَ إخلاص دينه لله
 كَمُلتْ عُبوديته واستغناؤه عن المخلوقات
 وبكمال عبوديته لله تَكمُل براءته من الكِبرِ والشرك
المقال للدكتور يوسف القرضاوي

vendredi 15 février 2013

الإيمان بالقضاء والقــــــــــــــــــدر


 
أشهد أن لا إله إلاَّ الله وحدَه لا شريك
 له يرحَمُ الصابرين عند الابتِلاء
 ويزيد الشاكرين للنعماء ويلطف بالمؤمنين في القَضاء
 ولا يكون في مُلكِه إلاَّ ما يَشاء
وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله إمام الصابرين 
وسيِّد الشاكرين وأفضل المتوكِّلين
صلَّ الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه
  
 فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا
 النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ 
[الأعراف: 157]
أمَّا بعدُ
فأيُّها الناس اتَّقوا الله واعمَلُوا صالحًا يحبُّه ربُّكم ويَرضاه
 وخُذُوا من دُنياكم الحذَر 
وآمِنوا بكلِّ ما يَجرِي به القدر ولا تستَبدِلوا بما هَداكم 
الله له من الطاعة المعصية فتحل بكم الغِيَر
 ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ 
[الأنفال: 53]
 أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا
 قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ  جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ 
[إبراهيم: 28 - 29]
أيها المسلمون
إنَّ دُنياكم هذه مَلِيئةٌ بالمصائب والرَّزايا والمِحَن والبَلايا
إلى جانب ما فيها من كريم المِنَحِ وجليل العَطايا
 وأنواع ما يَجُودُ الله به من تَنفِيس الكُرُوب 
وتيسير العَسِير وصرف المنايا
 فهي دار شدَّة ورخاء وسرَّاء وضرَّاء ومرح وترح 
وضحك وبكاء تتجدَّد فيها الحادثات وتتنوَّعفيها الابتلاءات 
 ويُبتَلى أهلها بالمتضادَّات
 ليعتَبِر بها المعتبرون ويغتَنِمها الموفَّقون
 وليغترَّ بها المغترون ويهلك بها الهالكون
وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ 
  [الأنبياء: 35]
 لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا
 بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ 
[الحديد: 23]
 وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ
 وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ 
 [محمد: 31]
 فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ 
[العنكبوت: 3]
ولذا فكم ترَوْن في الدُّنيا من أصناف الشاكِين
 وأنواع الباكين فهذا يشكو علة وسقمًا 
وذاك يشكو حاجةً وفقرًا وثالث يبكي على فراق حبيب
 أو وفاة قريب
 أو فوات نصيب من دُنياه 
غير مؤمن بما قدَّره الله وقَضاه
أيها المسلمون
إنَّ شَكوى الله على الخلق والبُكاء على الغائب من أمارات ومُوجِبات ضعْف الإيمان
 ومن مَظاهِر اليأس من روح الملك الديَّان
 ومن دَواعي القُنوط من رحمة الله الرحيم الرحمن
 وتلكم من خِصال شرِّ البريَّة
 الذين يظنُّون بالله غيرَ الحق ظَنَّ الجاهليَّة
 ولهذا تَجِدُون بعضَ هؤلاء إذا نزَلتْ بأحدهم النازلة
 أو حلَّت به الكارثة
ضاقتْ عليه المسالك، وترقب أفجَع المهالك
 فضاقَ صَدرُه ونفَد صبرُه
 واضطربت نفسُه وساء ظنُّه وكثرت همومُه
 وتوالت غُمومه فصدَّ عن الحق
وتعلَّق بِمَنْ لا يملك نفعه ولا ضره من الخلق
 يَأسًا من روح الله وقُنوطًا من رحمته
 وذلك هو الخسران المبين في الدارين
 فإنَّ التعلُّق بالمخلوقين
والإعراض عن ربِّ العالمين
 شركٌ بنصِّ الكتاب المبين
وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ 
وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ 
  وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ
لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ
مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ 
 [يونس: 106 - 107]
أيها المؤمنون
أمَّا مَن آمَن بالله وعرف حقيقةَ دُنياه
 وسلَّم لربِّه فيما قدَّره وقَضاه 
فإنَّه يَصبِر على الضرَّاء 
ويَشكُر على السراء ويُطِيع ربَّه
في حالتي الشدَّة والرَّخاء
 ويَذكُره في جميع الآناء
لعِلمِه أنَّ الله  تعالى  مع عبده ما ذكَرَه
 وأنَّه عند ظنِّه به وأنَّه يبتَلِي العبدَ بالخير وضدِّه
 ليختَبِر صبره ويستخلص إيمانه 
ويظهر توكله على ربه وحسن ظنه به
 وليجزل مثوبته ويعلي درجته 
ويظهر للناس في الدنيا والآخرة
أنَّ هذا العبد أهلٌ لكَرامته 
وصالح لِمُجاوَرته في جنَّته
وفي "صحيح مسلم"  رحمه الله
عن النبي  صلَّ الله عليه وسلَّم قال
عجبًا لأمر المؤمن إنَّ أمرَه كله له خير
 وليس ذلك إلاَّ للمؤمن
 إنْ أصابَتْه سرَّاء شكَر فكان خيرًا له
 وإنْ أصابَتْه ضرَّاء صبَر فكان خيرًا له
وفي الصحيحين عن أبي هريرة وأبي سعيدٍ
  رضي الله عنهما 
عن النبيِّ  صلَّ الله عليه وسلَّم  قال
 ما يُصِيب المؤمنَ نَصَبٌ 
أي: تعب - ولا وَصَبٌ - أي
 مرض - ولا همٌّ ولا حزن
ولا أذًى ولا غمٌّ حتى الشوكة يُشاكُها
 إلاَّ كفَّر الله بها من خَطاياه
وفيهما أيضًا عنه - صلَّ الله عليه وسلَّم 
 قال ما من مسلمٍ يُصِيبه أذًى
 شوكة فما فوقها إلاَّ كفَّر الله بها من سيِّئاته
 وحطَّ عنه ذُنوبه كما تحطُّ الشجرة ورقها
وفي الترمذي عن أبي هريرة  
رضِي الله عنه - قال قال رسول الله
صلَّ الله عليه وسلَّم 
ما يَزال البَلاء بالمؤمن في نفسه وولده وماله
حتى يَلقَى الله - تعالى - وما عليه خَطِيئة
وفيه أيضًا عن أنسٍ - رضِي الله عنه 
 قال قال رسول الله - صلَّ الله عليه وسلَّم 
إذا أراد الله بعبده خيرًا عجَّل له العُقوبة في الدنيا
 وإذا أراد الله بعبده الشر أمسك عنه بذنبه
 حتى يوافى به يوم القيامة
وقال النبي - صلَّ الله عليه وسلَّم 
إنَّ عِظم الجَزاء مع عظم البَلاء
 وإنَّ الله - تعالى 
 إذا أحبَّ قومًا ابتَلاهم
 فمَن رضي فله الرضا
ومَن سخط فله السخط
وفيه أيضًا عنه - صلَّ الله عليه وسلَّم 
 قال 
أشدُّ الناس بَلاءً الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل
 يُبتَلى المرء على حسب دينه
وفي "المسند" وغيره عن رسول الله 
 صلَّ الله عليه وسلَّم - قال
إنَّ العبد إذا سبَقتْ له من الله منزلة
 فلم يَبلُغها بعملٍ ابتَلاه الله في جسَدِه أو ماله أو ولده 
ثم صبَر على ذلك حتى يبلُغ المنزلةَ التي سبقتْ له من الله
 عزَّ وجلَّ
عبادَ الله
كم من مِحنةٍ في طيِّها مِنَحٌ ورَحمات
 وكم من مكروهٍ يحلُّ بالعبد يَنال به
رَفِيع الدَّرجات وجليل الكَرامات
 وصدَق الله العظيم إذ يقول 
 نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ  
[الأنعام: 83] 
ويقول
 إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ 
[الزمر: 10]
فاتَّقوا الله - رحمكم الله - واصبروا وأمِّلوا يثبكم الله
 واكلفوا من العمل ما تُطِيقون تحمدوا عُقباه 
ولا تطغينَّكم الصحَّة والثَّراء، والعسرة والرَّخاء
ولا تضعفنَّكم الأحداث والشَّدائد والمصيبات والبليَّات
فإنَّ فرَج الله آتٍ
ورحمته قريبٌ من المحسنين
وما عند الله لا يُنال إلاَّ بطاعته
  مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا 
وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ 
[فاطر: 2]
بارَك الله لي ولكُم في القُرآن 
ونفعنا بما فيه من الهدى والبَيان
أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي
 ولكم ولسائر المسلمين والمؤمنين من كلِّ ذنب
 فاستغفروه وتوبوا إليه إنَّه يحبُّ التوَّابين 
وهو الغفور الرحيم
م/ن

dimanche 10 février 2013

أختـــــــــــــاه تذكري

أختاه تذكري
أبث إليك بين قضبان حروفي ذكرى 
وأنسخ من ظلال القرآن ومعين السنة 
وعظا تكسبين به الأجر 
فاسمعي يا أختاه فما الحياة الدنيا بباقية 
وما الأحوال فيها ستبقى كما هي، 
فكلها بما فيها وما عليها إلي زوال 
ويبقى الله وحده ذو الجلال
!تذكري أنك في رحلة منعطفها الموت 
ومحطتها القبر، ومستقرها الجنة أو النار
 فانظري ماذا تركبين؟ 
هل تركبين مركب الطاعة والامتثال فيسوقك إلي خير مآل
في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر 
القمر:54،55 
أم تركبين مركب المعصية والغواية 
فيسوقك إلي أسوا نهاية
في سموم وحميم وظل من يحموم لا بارد ولا كريم 
الواقعة :42-44
فانظري أخية! ماذا ستركبين! فالرحلة قصيرة 
ومراكبها أمامك جلية جلاء الشمس في كبد السماء الصافية!أختاه
 كم ستعيشين في هذه الدنيا ؟ ستين سنة
ثمانين سنة.. مائة سنة.. ألف سنة 
 ثم ماذا؟! ثم موت .. ثم بعث إلي جنات النعيم 
أو في نار الجحيم 
تيقني حق اليقين أن ملك الموت كما تعداك
 إلي غيرك فهو في الطريق إليك!
 وأعلمي أن الحياة مهما أمتدت وطالت 
فإن مصيرها إلي الزوال
وما هي إلا أعوام أو أيام أو لحظات 
فتصبحين وحيدة فريدة لا حبيبات ولا أموال 
ولا صاحبات.تخيلي نفسك وقد نزل بك الموت 
 وجاء الملك فجذب روحك من قدميك 
تذكري ظلمة القبر ووحدته وضيقه ووحشته 
 وهول مطلعه وسوء مصرعه
آه له من بيت جمع الأضداد والمتفرقات 
فإما نعيم وإما حميم لا فرق أن يدخله لئيم أو كريم
  أو رفيع أو رضيع  أو داعية أو أبله  أو ملك أو مملوك 
 أو معسر أو موسر!تذكري هيئة الملكين 
وهما يقعدانك ويسألانك 
تذكري كيف يكون جسمك بعد الموت؟
 تقطعت أوصالك
 وتفتت عظامك وبلى جسدك وأصبحت قوتاً للديدان
ثم ينفخ في الصور 
إنها صيحة العرض علي الله  فتسمعين الصوت
 فيطير فؤادك ويشيب رأسك 
 فتخرجين مغبرة حافية عارية  
قد رجت الأرض  وبست الجبال 
وشخصت الأبصار لتلك الأهوال
 وطارت الصحائف وقلق الخائف 
فكم من عجوز تقول واشيبتاه 
 وكم من كبيرة تنادي واخيبتاه
وكم من شابة تصيح واشباباه.برزت النار فأحرقت 
 وزفرت النار غضبا فمزقت 
 وتقطعت الأفئدة وتفرقت والأحداق قد سالت 
والأعناق قد مالت
 والألوان قد حالت  والمحن قد توالت 
تذكري مذلتك في ذلك اليوم
وانفرادك بخوفك وأحزانك وهمومك وغمومك وذنوبك
 وخشعت الأصوات
 للرحمن فلا تسمع إلا همسا
 قد ملئت القلوب رعبا
وذهلت المرضعة عما أرضعت 
واسقطت الحامل حملها
 وتتبرئين حينها من بنيك 
 وأمك وأبيك وزوجك وأخيك
تذكري تلك المواقف والأهوال
يوم ينسى المرء كل عزيز وحبيب
تذكري يوم توضع الموازين 
وتتطاير الصحف كم في كتابك من زلل
 وكم في عملك من خلل
تذكري يوم يقال لك 
هيا اعبري الصراط! تذكري يوم يقررك 
الله بذنوبك ليس بينك وبينه ترجمان ماذا تجيبين 
 أم كيف ستعتذرين!أخية: حاسبي نفسك قبل أن تحاسبي 
وعدي ذنوبك قبل أن تكون عليك يوم الحشر حسرات  
( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد)
18الحشر
كان توبة بن الصمة من المحاسبين لأنفسهم 
فحسب يوما 
فإذا هو أبن ستين سنة فحسب 
أيامها فإذا هي أحد وعشرون ألف يوم وخمسمائة يوم 
فصرخ وقال يا ويلتي 
ألقى ربي بأحد وعشرين ألف ذنب؟
 كيف وفي كل يوم آلاف من الذنوب
واحذري أختاه: من معصية الله 
 فإنها نكد في العيش ، وقلق في النفس، 
ومنقصة للرزق وما حقه للعمر، 
وتعاسة في المعيشة وضنك في القلب
مساكين أهل الذنوب أطاعوا الشيطان
وعصوا الرحمن  وحلت كروبهم وعظمت خطوبهم
 وكبرت عيوبهم 
 وأحصيت عليهم في الكتاب ذنوبهم
 مساكين أهل الذنوب عصوا الجبار بالليل والنهار
 وبذلوا مهجهم لعذاب بالنار
 وسودوا صحفهم بالخطايا والأوزار 
مساكين أهل الذنوب غفلوا عن الطاعة 
وخسروا أنفسهم قبل قيام الساعة
أختي المسلمة فاجعلي من لحظات عيشك طاعات
 واعتقي نفسك من مغبة الحسرات  
يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها 
وتوفى كل نفس ما عملت وهم لا يظلمون
 [النحل:111]
يوم تنظرين أيمن منك فلا ترين إلا ما قدمت 
 وتنظرين أشمل منك فلا ترين إلا ما قدمت
  عن عائشة رضي الله عنها قالت
 سمعت رسول الله عليه الصلاة والسلام يقول
 يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلا
 قلت يا رسول الله النساء والرجال
 جميعا ينظر بعضهم إلي بعض ؟
 قالت  قال يا عائشة الأمر أشد من أن ينظر
 بعضهم إلي بعض
  رواه البخاري ومسلم
 في ذلك اليوم يتبرأ منك القريب 
والبعيد والصديق والعدو
وقال الشيطان لما قضي الأمر
 إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم
وما كان لي عليكم من سلطان
إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم
[إبراهيم :22]
في ذلك اليوم (يوم يفر المرء من أخيه 
وأمه وأبيه وصاحبته وبنية لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه 
[عبس:34-37]
أخية: ألا فاعملي لتلك اللحظات
 ألا فاتقي النار بامتثال الطاعات
 واجتناب المحرمات قال رسول الله صل الله عليه وسلم
 نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس
 الصحة والفراغ 
فابذلي الجهد حفظك الله 
 في المسارعة إلي ما ينجيك من النار
 واستثمري وقتك وشبابك فيما يرضي الله  
وكوني حافظة لله في الدنيا يحفظك في الدنيا والآخرة
وتجنبي ما يغضب الله من النواهي والمحرمات 
 واحذري من الفجور والسفور 
 والغيبة والنميمة والجدال والعجب  والكذب والخيانة
 وسائر المحرمات والموبقات 
وكوني حريصة علي الاستزادة من الخير
ببذل المعروف  والكلمة الطيبة
 والنفقة والصدقة وإغاثة الملهوف 
وإكرام الضيف  والرحمة بالضعفاء
 والدعوة إلي الله 
جل وعلا وبر الوالدين والإحسان إليهما 
والمداومة على الأذكار  
والتقرب إلي الله  بالرواتب والنوافل
 وقراءة القرآن 
واحرصي علي أداء الواجبات والفرائض
  ومن أهمها الصلاة فإنها عمود الدين 
 وركنه الركين والزمي الحشمة والوقار 
 والستر والحجاب والعفاف والحياء
 وطاعة الزوج في المعروف. فهذه كلمات ناصحة
 جمعتها لك تذكرة وتبصرة  
وخير ما أختم به المقال وصية جامعة
من رسول الله صل الله عليه وسلم
 إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها  
وحفظت فرجها وأطاعت زوجها 
 قيل لها  ادخلي الجنة من أي الأبواب شئت 
رواه الحاكم وصححه الألباني
وصل الله وسلم على محمد
 وعلى آله وصحبه أجمعين
م/ن