Pages

mardi 5 février 2013

من الحسن البصري إلى كل ولـــــــــــــــــد آدم الجزء الأول

  
من الحسن البصري إلى كل ولد آدم

 يا ابن آدم 

عملك عملك
فإنما هو لحمك و دمك 
فانظر على أي حال تلقى عملك 

 إن لأهل التقوى علامات يعرفون بها

صدق الحديث
ووفاء بالعهد

                     و صلة الرحمو رحمة الضعفاءوقلة المباهاة
للناسو حسن الخلقوسعة الخلق فيما يقرب إلى الله
 يا ابن آدم إنك ناظر إلى عملك غدايوزن خيره 
وشرهفلا تحقرن من الخير شيئا و إن 
صغرفإنك إذا رأيته سرك مكانه
ولا تحقرن من الشر شيئافإنك إذا رأيته ساءك مكانه
فإياك و محقرات الذنوب رحم الله 
رجلا كسب طيباو أنفق قصداو قدم فضلا ليوم فقره و فاقته
 هيهات .. هيهات ذهبت الدنيا بحال بالها وبقيت الأعمال قلائد في أعناقكم 
 أنتم تسوقون الناس
والساعة تسوقكم
و قد أسرع بخياركم
فماذا تنتظرون ؟!!
 يا ابن آدم
بع دنياك بآخرتك  
تربحهما جميعا
و لا تبيعن آخرتك بدنياك 
فتخسرهما جميعا
 يا ابن آدم
إنما أنت أيام !
كلما ذهب يوم ذهب بعضك
فكيف البقاء ؟!
 لقد أدركت أقواما  
ما كانوا يفرحون بشئ من الدنيا أقبل
و لا يتأسفون على شئ منها أدبر
لهي كانت أهون في أعينهم من التراب
فأين نحن منها الآن ؟!
 إن المؤمن لا تراه إلا يلوم نفسه
يقول : ما أردت بكلمتي ؟
يقول : ما أردت بأكلتي ؟
يقول : ما أردت بحديث نفسي ؟
فلا تراه إلا يعاتبها
 أما الفاجر 
نعوذ بالله من حال الفاجر
فإنه يمضي قدما
و لا يعاتب نفسه
حتى يقع في حفرته
وعندها يقول  
يا ويلتى
يا ليتني 
يا ليتني 
و لات حين مندم 
 يا ابن آدم
إياك و الظلم
فإن الظلم ظلمات يوم القيامة
و ليأتين أناس يوم القيامة
بحسنات أمثال الجبال
فما يزال يؤخذ منهم
حتى يبقى الواحد منهم مفلساً
ثم يسحب إلى النار ؟
 يا ابن آدم
إذا رأيت الرجل ينافس في الدنيا
فنافسه في الآخرة
 يا ابن آدم
نزّه نفسك
فإنك لا تزال كريما على الناس
و لا يزال الناس يكرمونك 
ما لم تتعاط ما في أيديهم
فإذا فعلت ذلك 
استخفّوا بك
و كرهوا حديثك
و أبغضوك
 أيها الناس
أحبّوا هونا
و أبغضوا هونا
فقد أفرط أقوام في الحب
حتى هلكوا
و أفرط أقوام في البغض 
حتى هلكوا 
 أيها الناس
لو لم يكون لنا ذنوب إلا حب الدنيا
لخشينا على أنفسنا منها
إن الله عز وجل يقول 
{تريدون عرض الدنيا و الله  يريد الآخرة }
( الأنفال : 67 )
فرحم الله امرءاً 
أراد ما أراد الله عزّ و جلّ 

 أيها الناس
لقد كان الرجل إذا طلب العلم
يرى ذلك في بصره
و تخشّعه
و لسانه
ويده
وصلاته
و صلته
وزهده
أما الآن
فقد أصبح العلم ( مصيدة )
و الكل يصيد أو يتصيد
إلا من رحم ربك
و قليل ما هم
 توشك العيـن تغيـض و البحيرات تجفّ
بعضنا يصطاد بعضاً و الـشباك تختلف
ذا يجئ الأمر رأسـا ذا يدور أو يلف
و الصغير قد يعــف و الكبير لا يعف
و الإمام قد يســــــف والصغير لا يسف
و الثياب قد تصــــون و الثياب قد تشف
و البغي قد تـــــداري سمــها و تلتـــحف
و الشتات لا يزال .. يأتلف و يختلف
و الخطيب لا يزال .. بالعقول يستخف
و القلـــوب لا تزال.. للشمال تنحرف
و الصغير بات يدري.. كيف تؤكل الكتف
لا تخادع يا صـديقي بالحقيقة اعتـــرف
لقد رأيت أقواما
كانت الدنيا أهون عليهم من التراب
و رأيت أقواما
يمسي أحدهم و ما يجد إلا قوتا
فيقول
لا أجعل هذا كله في بطني
لأجعلن بعضه لله عز وجل
فيتصدق ببعضه
وهو أحوج ممن يتصدق به عليه

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire